فصل: باب شفاعة أبينا آدم عليه الصلاة السلام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 أبواب الشفاعة

 باب ما جاء في الشفاعة

18486- عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع رجال من أصحابه يحرسونه، حتى إذا صلى انصرف إليهم فقال لهم‏:‏

‏"‏لقد أُعطيت الليلة خمساً، ما أعطيهن أحد قبلي، أما أنا فأُرسلت إلى الناس كلهم عامة، وكان من قبلي إنما يُرسل إلى قومه، ونُصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينه مسيرة شهر، وأُحلت لي الغنائم آكلها، وكان من قبلي يعظمون أكلها، كانوا يحرقونها، وجعلت لي الأرض مساجد وطهوراً، أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظمون ذلك، إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم، والخامسة هي ما هي، قيل لي‏:‏ سل فإن كل نبي قد سأل، فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة، فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

18487- وعن عبادة بن الصامت قال‏:‏ فقد النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وكانوا إذا نزلوا أنزلوه وسطهم، ففزعوا وظنوا أن الله تعالى اختار له أصحاباً غيرهم، فإذا هم بخيال النبي صلى الله عليه وسلم، فكبروا حين رأوه، فقالوا‏:‏ يا رسول الله أشفقنا أن يكون الله تبارك وتعالى اختار لك أصحاباً غيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا بل أنتم أصحابي في الدنيا والآخرة، إن الله تبارك وتعالى أيقظني فقال‏:‏ يا محمد إني لم أبعث نبياً ولا رسولاً إلا وقد سألني مسألة أعطيته إياها، فسل يا محمد تعط، فقلت‏:‏ مسألتي شفاعة لأمتي يوم القيامة‏"‏‏.‏ فقال أبو بكر رحمه الله‏:‏ يا رسول الله وما الشفاعة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أقول‏:‏ يا رب شفاعتي التي اختبأت عندك، فيقول الرب تبارك وتعالى‏:‏ نعم، فيخرج ربي تبارك وتعالى بقية أمتي من النار فيدخلهم الجنة‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات على ضعف في بعضهم‏.‏

18488- وعن معاذ بن جبل وأبي موسى رضي الله عنهما قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلاً كان الذي يليه المهاجرون‏.‏ قال‏:‏ فنزلنا منزلاً فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن، قال‏:‏ فتعاررت بالليل أنا ومعاذ، فنظرنا فلم نره، قال‏:‏ فخرجنا نطلبه إذ سمعنا هزيزاً كهزيز الأرحاء، إذ أقبل، فلما أقبل نظر فقال‏:‏ ‏"‏ما شأنكم‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالوا‏:‏ انتبهنا فلم نرك حيث كنت، خشينا أن يكون أصابك شيء فجئنا نطلبك، قال‏:‏ ‏"‏أتاني آت في منامي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة أو شفاعة، فاخترت لهم الشفاعة‏"‏‏.‏ فقلنا‏:‏ إنا نسألك بحق الإسلام وبحق الصحبة لما أدخلتنا في شفاعتك، فدعا لهما‏.‏

قال‏:‏ فاجتمع عليه الناس وقالوا مثل مقالتنا، وكثر الناس فقال‏:‏ ‏"‏إني جاعل شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئاً‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني بنحوه‏.‏

18489- وفي رواية عند أحمد‏:‏ فقالا‏:‏ ادع الله يا رسول الله أن يجعلنا في شفاعتك، فقال‏:‏

‏"‏أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئاً في شفاعتي‏"‏‏.‏

ورجالها رجال الصحيح غير عاصم بن أبي النجود، وقد وثق وفيه ضعف‏.‏

ورواه البزار باختصار، ولكن أبا المليح وأبا بردة لم يدركا معاذ بن جبل‏.‏

18490- وعن أبي موسى قال‏:‏ غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فعرّس بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت في بعض الليل إلى مناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجده، فخرجت أطلبه بارزاً، فإذا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب ما أطلب‏.‏ قال‏:‏ فبينا نحن كذلك إذ اتجه إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ فقلنا‏:‏ يا رسول الله أنت بأرض حرب ولا نأمن عليك، فلولا إذ بدت لك حاجة، قلت لبعض أصحابك فقام معك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إني سمعت هزيزاً كهزيز الرحا، وحنيناً كحنين النحل، وأتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل ثلث أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت لهم شفاعتي، وعلمت أنها أوسع لهم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فقالا‏:‏ يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهل شفاعتك، فدعا لهما، ثم إنهما انتهيا إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبراهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ فجعلوا يأتونه ويقولون‏:‏ يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهل

شفاعتك، فيدعو لهم، فلما أضب عليه القوم وكثروا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إنها لمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني‏.‏

18491- وفي رواية عنده‏:‏ فسرنا حتى إذا كنا بقريب من الصبح نزل فاجتمعنا حوله، وكذلك كنا نفعل، فعقل ناقته ثم جعل خده على عقالها، ثم نام وتفرقنا، فرفعت رأسي فإذا أنا لا أراه في مكانه، فذعرني ذلك، فقمت فإذا أنا أسمع مثل هزيز الرحاء من قبل الوادي، إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مستبشراً، قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أين كنت‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏كأنه راعك حين لم ترني في مكاني‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ إي والله قد راعني‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏أتاني جبريل عليه السلام آنفاً، فخيرني بين الشفاعة وبين أن يغفر لنصف أمتي، فاخترت الشفاعة‏"‏‏.‏ فنهض القوم إليه فقالوا‏:‏ يا رسول الله اشفع لنا، قال‏:‏ ‏"‏شفاعتي لكم‏"‏‏.‏ فلما أكثروا عليه قال‏:‏ ‏"‏من لقي الله يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة‏"‏‏.‏

وأحد أسانيد الطبراني رجاله ثقات وقد رواه في الصغير بنحوه‏.‏

18492- وعن مصعب الأسلمي قال‏:‏ انطلق غلام منا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إني سائلك سؤالاً، قال‏:‏ ‏"‏وما هو‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أسألك أن تجعلني ممن تشفع له يوم القيامة، قال‏:‏ ‏"‏من أمرك هذا‏؟‏‏"‏ أو ‏"‏من علمك هذا‏؟‏‏"‏ أو ‏"‏من دلك على هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ما أمرني به أحد إلا نفسي، قال‏:‏ ‏"‏فإنك ممن أشفع له يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

18493- وعن عوف بن مالك الأشجعي قال‏:‏

سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفراً، حتى إذا كان الليل أرقت عيناي فلم يأتني النوم، فقمت فإذا ليس في العسكر دابة إلا واضعة خدها إلى الأرض، وأرى وقع كل شيء في نفسي، فقلت‏:‏ لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أكلأ به الليلة حتى أصبح‏.‏ فخرجت أتخلل الرحال حتى دفعت إلى رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو ليس في رحله، فخرجت أتخلل الرحال حتى خرجت من العسكر، فإذا أنا بسواد فتيممت ذلك السواد فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل، فقالا لي‏:‏ ما الذي أخرجك‏؟‏ فقلت‏:‏ الذي أخرجكما، فإذا نحن بغيطة منا غير بعيد، فمشينا إلى الغيطة فإذا نحن نسمع فيها كدوي النحل وتخفيق الرياح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ههنا أبو عبيدة بن الجراح‏؟‏‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏ومعاذ بن جبل‏؟‏‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏وعوف بن مالك‏؟‏‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ نعم‏.‏

فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نسأله عن شيء ولا يسألنا عن شيء حتى رجع إلى رحله، فقال‏:‏ ‏"‏ألا أخبركم بما خيرني ربي آنفاً‏؟‏‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏خيرني بين أن يدخل ثلثي أمتي الجنة بغير حساب ولا عذاب وبين الشفاعة‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله ما الذي اخترت‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏اخترت الشفاعة‏"‏‏.‏ قلنا جميعاً‏:‏ يا رسول الله اجعلنا من أهل شفاعتك، قال‏:‏ ‏"‏إن شفاعتي لكل مسلم‏"‏‏.‏

18494- وفي رواية‏:‏ عن عوف أيضاً قال‏:‏ نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً، فاستيقظت من الليل، فإذا أنا لا أرى في العسكر شيئاً أطول من مؤخرة رحل قد لصق كل إنسان وبعيره بالأرض، فقمت أتخلل حتى دفعت إلى مضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو ليس فيه، فوضعت يدي على الفراش فإذا هو بارد، فقمت أتخلل الناس وأقول‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏

فذكر نحوه إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة‏"‏‏.‏

18495- وفي رواية‏:‏ جعل مكان أبي عبيدة أبا موسى‏.‏

قلت‏:‏ روى الترمذي وابن ماجة طرفاً منه‏.‏

رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها ثقات‏.‏

18496- وعن أبي كعب صاحب الحرير قال‏:‏ سألت النضر بن أنس فقلت‏:‏ حدثني بحديث ينفعني الله عز وجل به، فقال‏:‏ نعم، أحدثك بحديث كتب إلينا به من المدينة، فقال أنس‏:‏ احفظوا هذا فإنه من كنز الحديث‏.‏ قال‏:‏

غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسار ذلك اليوم إلى الليل، فلما كان الليل نزل وعسكر الناس حوله، ونام هو وأبو طلحة زوج أم سليم وفلان وفلان أربعة، فتوسد النبي صلى الله عليه وسلم يد راحلته ثم نام، ونام الأربعة إلى جنبه، فلما ذهب عتمة من الليل رفعوا رؤوسهم فلم يجدوا النبي صلى الله عليه وسلم عند راحلته، فذهبوا يلتمسون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقوه مقبلاً، فقالوا‏:‏ جعلنا الله فداك‏!‏ أين كنت، فإنا قد فزعنا لك إذ لم نرك‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كنت نائماً حيث رأيتم فسمعت في نومي دوياً كدوي الرحا - أو هزيز الرحى - ففزعت في منامي، فوثبت فمضيت فاستقبلني جبريل عليه السلام فقال‏:‏ يا محمد إن الله بعثني إليك الساعة لأخيرك، إما أن يدخل نصف أمتك الجنة وإما الشفاعة يوم القيامة، فاخترت الشفاعة لأمتي‏"‏‏.‏ فقال النفر الأربعة‏:‏ يا رسول الله اجعلنا ممن تشفع لهم، فقال‏:‏ ‏"‏وجبت لكم‏"‏‏.‏ ثم أقبل النبي صلى الله عليه وسلم والنفر الأربعة حتى استقبله عشرة فقالوا‏:‏ أين نبينا نبي الرحمة‏؟‏ قال‏:‏ فحدثهم بالذي حدث القوم، فقالوا‏:‏ جعلنا الله فداءك اجعلنا ممن تشفع لهم يوم القيامة، فقال‏:‏ ‏"‏وجبت لكم‏"‏‏.‏ فجاؤوا جميعاً إلى عظم الناس فنادوا في الناس‏:‏ هذا نبينا نبي الرحمة، فحدثهم بالذي حدث القوم، فنادوا بأجمعهم‏:‏ جعلنا

الله فداءك اجعلنا ممن تشفع لهم، فنادى ثلاثاً‏:‏ ‏"‏إني أُشهد الله وأشهد من سمع أن شفاعتي لمن يموت لا يشرك بالله عز وجل شيئاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن قرة بن حبيب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

18497- وعن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال‏:‏ انطلقت في وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيناه فأنخنا بالباب وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه، فما خرجنا حتى ما كان في الناس أحب إلينا من رجل دخلنا عليه، فقال قائل منا‏:‏ يا رسول الله، ألا سألت ربك ملكاً كملك سليمان‏؟‏ قال‏:‏ فضحك ثم قال‏:‏ ‏"‏فلعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان، إن الله لم يبعث نبياً إلا أعطاه دعوة، منهم من اتخذ بها دنياه فأعطيها، ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها، وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار ورجالهما ثقات‏.‏

18498- وعن أبي سعيد قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏كل نبي قد أعطي عطية فتنجزها، وإني اختبأت عطيتي شفاعة لأمتي‏"‏‏.‏

رواه البزار وأبو يعلى وأحمد وإسناده حسن لكثرة طرقه‏.‏

18499- وعن أبي ذر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي‏:‏ جعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأُحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي كان قبلي، ونُصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي، وبُعثت إلى كل أحمر وأسود، وأُعطيت الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئاً‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ روى أبو داود منه‏:‏ ‏"‏وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح إلا أن مجاهداً لم يسمع من أبي ذر والله أعلم‏.‏

18500- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي‏:‏ بعثت إلى الأحمر والأسود، وكان من قبلي يبعث إلى قومه، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، ونُصرت بالرعب أمامي مسيرة شهر، وأُحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأُعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي فهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئاً‏"‏‏.‏

رواه البزار بإسنادين حسنين‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم لهذا الحديث طرق في التيمم، وطرق في علامات النبوة في عموم بعثته صلى الله عليه وسلم‏.‏

18501- وعن أم سلمة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏رأيت ما تعمل أمتي بعدي، فاخترت لهم الشفاعة يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف‏.‏

وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في الفتن‏.‏

 باب منه في الشفاعة

18502- عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم‏"‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏"‏إن الشمس يوم القيامة تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم صلى الله عليه وسلم فيقول‏:‏ لست بصاحب ذاك، ثم موسى صلى الله عليه وسلم فيقول

كذلك، ثم محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع فيقضي الله بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة، فيومئذ يبعثه الله مقاماً محموداً يحمده أهل الجمع كلهم‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار من قوله‏:‏ ‏"‏فيقضي الله بين الخلق إلى آخره‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن مطلب بن شعيب عن عبد الله بن صالح وكلاهما قد وثق على ضعف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

18503- وعن سلمان قال‏:‏ تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين، ثم تدنى من جماجم الناس‏.‏

قال‏:‏ فذكر الحديث‏.‏

قال‏:‏ فيأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون‏:‏ يا نبي الله أنت الذي فتح الله بك وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك، فيقول‏:‏ ‏"‏أنا صاحبكم‏"‏‏.‏ فيخرج يحوش الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة، فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب فيقرع الباب، فيقول‏:‏ من هذا‏؟‏ فيقول‏:‏ ‏"‏محمد‏"‏‏.‏ فيفتح له حتى يقوم بين يدي الله عز وجل فيسجد، فينادى‏:‏ ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تُشفع‏.‏ فذلك المقام المحمود‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

18504- وعن أبي نضرة قال‏:‏ سمعت ابن عباس يخطب على منبر البصرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إنه لم يكن نبي إلا وله دعوة قد تنجزها في الدنيا، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، وأنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، بيدي لواء الحمد، آدم ومن دونه تحت لوائي ولا فخر، ويطول يوم القيامة

على الناس ويشتد حتى يقول بعضهم لبعض‏:‏ انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر يشفع لنا إلى ربنا فيقضي بيننا، فينطلقون إلى آدم فيقولون‏:‏ يا آدم اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول آدم‏:‏ لست هناك، أُخرجت من الجنة بخطيئتي، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا نوحاً‏.‏ فيأتون نوحاً فيقولون‏:‏ يا نوح اشفع لنا إلى ربك فيقضي بيننا، فيقول‏:‏ لست هناكم، إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن‏.‏ فيأتون إبراهيم عليه السلام فيقولون‏:‏ يا إبراهيم اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول‏:‏ لست هناكم، إني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات‏"‏ - قوله‏:‏ ‏{‏إني سقيم‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏بل فعله كبيرهم هذا‏}‏ وقوله للملك حين مر به‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏والله ما أراد بهن إلا عزة لدين الله‏"‏‏.‏ - ‏"‏وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا موسى عبداً اصطفاه الله برسالته وكلمه‏.‏ فيأتون موسى فيقولون‏:‏ يا موسى اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول‏:‏ إني لست هناكم، إني قتلت نفساً وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته‏.‏ فيأتون عيسى فيقولون‏:‏ يا عيسى اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول‏:‏ إني لست هناكم، إني اتُخذت إلهاً من دون الله، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، أرأيتم لو كان متاع في وعاء مختوم أكان يقدر على ما فيه حتى يفض الخاتم‏؟‏ فيقولون‏:‏ لا، فيقول‏:‏ إن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وقد حضر، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‏.‏ فيأتوني فيقولون‏:‏ يا محمد‏!‏ اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فأقول‏:‏ أنا لها حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى، فإذا أراد الله أن يقضي بين خلقه نادى مناد‏:‏ أين أحمد وأمته‏؟‏ أين أحمد وأمته‏؟‏ فيجيئون، فنحن الأولون والآخرون، آخر من يبعث، وآخر

من يحاسب، فتفرج لنا الأمم عن طريقنا، فنمضي غراً محجلين من آثار الطهور، فتقول الأمم‏:‏ كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وأحمد وفيه علي بن زيد وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهما رجال الصحيح‏.‏ وزاد أحمد‏:‏

‏"‏فآتي باب الجنة، فآخذ بحلقة الباب فأقرع فيقال‏:‏ من‏؟‏ فأقول‏:‏ محمد، فآتي ربي عز وجل على كرسيه أو سريره - شك حماد - فأخر له ساجداً فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد قبلي ولم يحمده بها أحد بعدي، فيقال‏:‏ يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول‏:‏ أي رب أمتي أمتي‏!‏ فيقول‏:‏ أخرج من كان في قلبه كذا وكذا - لم يحفظ حماد - ثم أعود فأسجد فأقول ما قلت، فيقال‏:‏ ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع، فأقول‏:‏ أي رب أمتي أمتي‏!‏ فيقال‏:‏ أخرج من كان في قلبه كذا وكذا دون الأول، ثم أعود فأسجد فأقول مثل ذلك فيقال‏:‏ ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع، فأقول‏:‏ أي رب أمتي أمتي‏!‏ فيقال‏:‏ أخرج من كان في قلبه كذا وكذا دون ذلك‏.‏

18505- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أقرع باب الجنة فيفتح لي باب من ذهب وحلقة من فضة، فيستقبلني النور الأكبر فأخر ساجداً، فألقي من الثناء على الله ما لم يلق أحد قبلي، فيقال لي‏:‏ ارفع رأسك، سل تعطه، وقل تسمع، واشفع تشفع‏.‏ فأقول‏:‏ أمتي، فيقال‏:‏ لك من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ثم أسجد الثانية‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ثم ألقي مثل ذلك، ويقال لي مثل ذلك، وأقول‏:‏

أمتي‏!‏ فيقال‏:‏ لك من كان في قلبه مثقال خردل من إيمان‏.‏ ثم أسجد الثالثة، فيقال لي مثل ذلك، ثم أرفع رأسي فأقول‏:‏ أمتي، فيقال‏:‏ لك من قال لا إله إلا الله مخلصاً‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ لأنس أحاديث في الصحيح وغيرِه غير هذا‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف‏.‏

18506- وعن أنس قال‏:‏ حدثني نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إني لقائم أنتظر أمتي تعبر الصراط، إذ جاء عيسى عليه السلام‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فقال‏:‏ هذه الأنبياء أتتك يا محمد يسألون - أو قال‏:‏ يجتمعون - إليك يدعون الله أن يفرق بين جميع الأمم إلى حيث يشاء لغم ما هم فيه، فالخلق ملجمون في العرق، فأما المؤمن فهو عليه كالزكمة، وأما الكافر فيتغشاه الموت‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏قال عيسى‏:‏ انتظر حتى أرجع إليك‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم فقام تحت العرش فلقي ما لم يلق ملك مصطفى، ولا نبي مرسل، فأوحى الله إلى جبريل عليه السلام أن اذهب إلى محمد فقل له‏:‏ ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فشفعت في أمتي أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنساناً واحداً‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فما زلت أتردد على ربي عز وجل فلا أقوم منه مقاماً إلا شفعت حتى أعطاني الله من ذلك أن قال‏:‏ أدخل من أمتك من خلق الله من شهد أن لا إله إلا الله يوماً واحداً مخلصاً ومات على ذلك‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

18507- وعن أبي بكر الصديق قال‏:‏ أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة، فجلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مكث مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب، كل ذلك لا يتكلم، حتى صلى العشاء الآخرة، ثم قام إلى بيته فقال الناس لأبي بكر‏:‏ ألا تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه‏؟‏ صنع اليوم شيئاً لم يصنعه قط‏!‏

فسأله فقال‏:‏ ‏"‏نعم عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا وأمر الآخرة، فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد، فقطع الناس بذلك حتى انطلقوا إلى آدم صلى الله عليه وسلم والعرق يكاد يلجمهم، قالوا‏:‏ يا آدم أنت أبو البشر، وأنت اصطفاك الله عز وجل، اشفع لنا إلى ربنا، قال‏:‏ لقيت مثل الذي لقيتم، انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم، إلى نوح، إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فينطلقون إلى نوح صلى الله عليه وسلم فيقولون‏:‏ اشفع لنا إلى ربنا، فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك، ولم تدع على الأرض من الكافرين دياراً، فيقول‏:‏ ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم فإن الله عز وجل اتخذه خليلاً‏.‏

فينطلقون إلى إبراهيم فيقول‏:‏ ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى موسى صلى الله عليه وسلم فإن الله عز وجل كلمه تكليماً، ‏.‏ فيقول موسى‏:‏ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إلى عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فإنه كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى‏.‏ فيقول

عيسى صلى الله عليه وسلم‏:‏ ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى سيد ولد آدم، فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، انطلقوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع لكم إلى ربكم عز وجل‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فينطلقون فيأتي جبريل صلى الله عليه وسلم ربه‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فيقول عز وجل‏:‏ ائذن له وبشره بالجنة‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فينطلق جبريل صلى الله عليه وسلم فيخر ساجداً قدر جمعة، ويقول عز وجل‏:‏ ارفع رأٍسك وقل تسمع واشفع تشفع‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فيرفع رأسه، فإذا نظر إلى ربه عز وجل خر ساجداً قدر جمعة أخرى، فيقول الله عز وجل‏:‏ ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فيذهب ليقع ساجداً، فيأخذ جبريل صلى الله عليه وسلم بضبعيه، فيفتح الله عز وجل عليه من الدعاء ما لا يفتحه على بشر قط يقول‏:‏ رب خلقتني سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، حتى إنه ليرد علي الحوض أكثر ما بين صنعاء وأيلة، ثم يقال‏:‏ ادعوا الصديقين فيشفعون، ثم يقال‏:‏ ادعوا الأنبياء‏"‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏"‏فيجيء النبي ومعه النصابة، ويجيء النبي ومعه الخمسة والستة، والنبي ليس معه أحد، ثم يقال‏:‏ ادعوا الشهداء فيشفعون لمن أرادوا‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فإذا فعل الشهداء ذلك يقول الله عز وجل‏:‏ أنا أرحم الراحمين، أدخلوا جنتي من لا يشرك بي شيئاً‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فيدخلون الجنة، ثم يقول الله عز وجل‏:‏ انظروا في النار هل تلقون أحداً عمل خيراً قط‏؟‏‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فيجدون في النار رجلاً فيقولون‏:‏ هل عملت خيراً قط‏؟‏ فيقول‏:‏ لا

غير أني كنت أسامح الناس في البيع، فيقول الله عز وجل‏:‏ اسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدي‏.‏

ثم يخرجون من النار رجلاً فيقول له‏:‏ هل عملت خيراً قط‏؟‏ فيقول‏:‏ لا، غير أني أمرت ولدي إذا أنا مت فأحرقوني بالنار، ثم اطحنوني حتى إذا كنت مثل الكحل فاذهبوا بي في البحر فاذروني في الريح، فوالله لا يقدر علي رب العالمين أبداً، فقال الله عز وجل له‏:‏ لم فعلت ذلك‏؟‏ قال‏:‏ من مخافتك‏!‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فيقول الله عز وجل‏:‏ انظر إلى ملك أعظم ملك فإن لك مثله وعشرة أمثاله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فيقول‏:‏ لم تسخر بي وأنت الملك‏؟‏ قال‏:‏ وذاك الذي ضحكت منه من الضحى‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار ورجالهم ثقات‏.‏

18508- وعن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم إليهم فقال لهم‏:‏

‏"‏إن ربي عز وجل خيرني بين سبعين ألفاً يدخلون الجنة عفواً بغير حساب وبين الخبيئة عنده لأمتي‏"‏‏.‏ فقال له بعض أصحابه‏:‏ يا رسول الله أيخبأ ذلك ربك‏؟‏ فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خرج وهو يكبر فقال‏:‏ ‏"‏إن ربي زادني مع كل ألف سبعين ألفاً والخبيئة عنده‏"‏‏.‏

فقال أبو رهم‏:‏ يا أبا أيوب وما تظن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فأكله الناس بأفواههم، فقالوا‏:‏ وما أنت وخبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏‏!‏ فقال أبو أيوب‏:‏ دعوه، أخبركم عن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أظن، بل كالمستقين‏:‏ إن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول‏:‏

‏"‏رب من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله مصدقاً لسانه قلبه فأدخله الجنة‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني وفيه عباد بن ناشزة من بني سريع ولم أعرفه وابن لهيعة ضعفه الجمهور‏.‏

18509- وعن جابر بن عبد الله قال‏:‏ كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم خادم تخدمه يقال لها‏:‏ برة، فلقيها رجل فقال‏:‏ يا برة غطي شعيفاتك فإن محمداً لن يغني عنك من الله شيئاً، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج يجر رداءه محمرة وجنتاه، وكنا معشر الأنصار نعرف غضبه بجر ردائه وحمرة وجنتيه، فأخذنا السلاح ثم أتيناه فقلنا‏:‏ يا رسول الله مرنا بما شئت، فوالذي بعثك بالحق لو أمرتنا بأمهاتنا وآبائنا وأولادنا لأمضينا قولك فيهم‏.‏ فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال‏:‏

‏"‏من أنا‏؟‏‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ أنت رسول الله، فقال‏:‏ ‏"‏نعم ولكن من أنا‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلنا‏:‏ أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، وأول داخل الجنة ولا فخر‏.‏ ما بال قوم يزعمون أن رحمي لا ينفع‏؟‏ ليس كما زعموا، إني لأشفع وأشفع حتى إن من أشفع له يشفع فيشفع، حتى إن إبليس ليتطاول في الشفاعة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا على ضعف كثير في عبيد بن إسحاق العطار والقاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل‏.‏

18510- وعن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إذا جمع الله الأولين والآخرين فقضي بينهم وفرغ من القضاء بينهم، قال المؤمنون‏:‏ قد قضي بيننا، فنريد من يشفع لنا إلى ربنا، انطلقوا بنا إلى آدم فإنه أبونا وخلقه الله بيده وكلمه، فيأتونه فيكلمونه أن يشفع لهم فيقول‏:‏ عليكم بنوح‏.‏ فيأتون نوحاً فيدلهم على إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيدلهم على موسى، فيأتون

موسى فيدلهم على عيسى، ثم يأتون عيسى فيقول‏:‏ أدلكم على النبي الأمي، فيأتوني فيأذن الله لي أن أقوم، فيثور مجلسي من أطيب ريح شمها أحد، حتى آتي ربي تبارك وتعالى، فيشفعني ويجعل لي نوراً من شعر رأسي إلى ظفر قدمي‏.‏ ثم يقول الكفار‏:‏ هذا قد وجد المؤمنون من شفع لهم، فمن يشفع لنا‏؟‏ فيقولون‏:‏ ما هو غير إبليس، هو الذي أضلنا، فيأتونه فيقوم فيثور مجلسه أنتن ريح شمها أحد، ثم يوردهم جهنم ويقول عند ذلك‏:‏ ‏{‏وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم‏}‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف‏.‏

18511- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يدخل من أهل هذه القبلة النار من لا يحصي عددهم إلا الله ما عصوا الله واجترءوا على معصيته وخالفوا طاعته، فيؤذن لي في الشفاعة فأثني على الله ساجداً كما أثني عليه قائماً فيقال‏:‏ ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وإسناده حسن‏.‏

18512- وعن عبادة - يعني ابن الصامت - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏والذي نفسي بيده، إني لسيد الناس يوم القيامة بغير فخر ولا رياء، وما من الناس إلا وهو تحت لوائي يوم القيامة ينتظر الفرج، وإن معي لواء الحمد، أمشي ويمشي الناس معي حتى آتي باب الجنة، فأستفتح فيقال‏:‏ من هذا‏؟‏ فأقول‏:‏ محمد، فيقال‏:‏ مرحباً بمحمد صلى الله عليه وسلم، فإذا رأيت ربي خررت له ساجداً شكراً له، فيقال‏:‏ ارفع رأسك، قل تطاع، واشفع تشفع‏.‏ فيخرج من قد أحرم برحمة الله وشفاعتي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله ثقات‏.‏

18513- وعن كعب بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل يوم القيامة، فيكسوني ربي حلة خضراء، ثم يأذن لي فأثني عليه بما هو أهله، فذلك المقام المحمود‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحد إسنادي الكبير رجاله رجال الصحيح‏.‏

18514- وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏أنا سيد الناس يوم القيامة يدعوني ربي، فأقول‏:‏ لبيك وسعديك والخير في يديك، تباركت وتعاليت، لبيك في حنانيك، والمهدي من هديت، عبدك بين يديك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات‏.‏

18515- وعن حذيفة قال‏:‏ يجمع الله الناس في صعيد واحد، ولا تكلم نفس فأول من - أحسبه قال‏:‏ - يتكلم محمد صلى الله عليه وسلم فيقول‏:‏ ‏"‏لبيك وسعديك، والخير في يديك، والشر ليس إليك، والمهدي من هديت، وعبدك بين يديك، ومنك وإليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، سبحانك رب البيت‏"‏‏.‏

فهذا قوله‏:‏ ‏{‏عسى أن يبعثك ربك مقاما محموداً‏}‏‏.‏

رواه البزار موقوفاً ورجاله رجال الصحيح‏.‏

18516- وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏أشفع لأمتي حتى

ينادني ربي تبارك وتعالى فيقول‏:‏ قد رضيت يا محمد‏؟‏ فأقول‏:‏ أي رب قد رضيت‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أحمد بن زيد المداري ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم‏.‏

18517- وعن عبد الله بن بسر قال‏:‏ بينما نحن بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل، فقمنا في وجهه فقلنا‏:‏ يا رسول الله سرك الله إنه ليسرنا ما نرى من إشراق وجهك وتطلقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن جبريل عليه السلام أتاني آنفاً فبشرني أن الله عز وجل قد أعطاني الشفاعة‏"‏‏.‏ فقلنا‏:‏ يا رسول الله أفي بني هاشم خاصة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏ فقلنا‏:‏ في قريش خاصة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏ فقلنا‏:‏ في أمتك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هي في أمتي للمذنبين المثقلين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الواحد النصري متأخر يروي عن الأوزاعي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

18518- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏نعم الرجل أنا لشرار أمتي‏"‏‏.‏ فقال له رجل من جلسائه‏:‏ كيف أنت يا رسول الله لخيارهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أما شرار أمتي فيدخلهم الله الجنة بشفاعتي/وأما خيارهم فيدخلهم الله الجنة بأعمالهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه جميع بن ثوب الرحبي، قال فيه البخاري‏:‏ منكر الحديث، وقال النسائي‏:‏ متروك الحديث، وقال ابن عدي‏:‏ رواياته تدل على أنه ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

18519- وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ذات يوم‏:‏

‏"‏شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي‏"‏‏.‏

قال ابن عباس‏:‏ السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله، والظالم لنفسه وأهل الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنه، وفيه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو وضاع‏.‏

18520- وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏خُيرت بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى، ترونها للمتقين‏؟‏ لا، ولكنها للمتلوثين الخطائين‏"‏‏.‏

قال زياد‏:‏ أما إنها نحن ولكن هكذا حدثنا الذي حدثنا‏.‏

رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏أما إنها ليست للمؤمنين المتقين، ولكنها للمذنبين الخطائين المتلوثين‏"‏‏.‏

ورجال الطبراني رجال الصحيح غير النعمان بن قراد وهو ثقة‏.‏

18521- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط‏.‏

18522- وفي رواية فيهما‏:‏ ‏"‏إنما جعلت الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي‏"‏‏.‏

وفيه الخزرج بن عثمان وقد وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد، وبقية رجال البزار رجال الصحيح‏.‏

18523- وعن ابن عمر قال‏:‏ كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إني ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة‏"‏‏.‏

فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا ورجونا لهم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه حرب بن سريج وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

18524- وعن أم سلمة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اعملي ولا تتكلي فإن شفاعتي للهالكين من أمتي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عمرو بن محرم وهو ضعيف‏.‏

18525- وعن بريدة قال‏:‏ دخلت على معاوية فإذا رجل يتكلم، فقال بريدة‏:‏ يا معاوية أتأذن لي في الكلام‏؟‏ قال‏:‏ نعم، وهو يرى أنه يتكلم بمثل ما قال الآخر، فقال بريدة‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إني لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما في الأرض من شجرة ومدرة‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فترجوها أنت يا معاوية ولا يرجوها علي رضي الله عنه‏؟‏

رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف كثير في أبي إسرائيل الملائي‏.‏

18526- وعن بريدة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏أكثير الحجر والشجر‏؟‏‏"‏‏.‏ ثلاث مرات، قلنا‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده لشفاعتي أكثر من الحجر والشجر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سهل بن عبد الله بن بريدة وهو ضعيف‏.‏

18527- وعن أنيس الأنصاري قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إني لأشفع يوم القيامة في كل شيء مما على وجه الأرض من حجر ومدر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن عمرو صاحب علي بن المديني ويعرف بالقلوري ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم‏.‏

18528- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إني آتي باب جهنم فأضرب لها بابها فيفتح لي، فأدخلها فأحمد الله محامد ما حمده أحد قبلي مثلها ولا يحمده أحد بعدي، ثم أخرج منها من قال‏:‏ لا إله إلا الله مخلصاً، فيقوم إلي أناس من قريش فينتسبون لي، فأعرف نسبهم ولا أعرف وجوههم وأتركهم في النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي وفيه لين وفيه من لم أعرفه‏.‏

18529- وعن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يفتقد أهل الجنة ناساً كانوا يعرفونهم في الدنيا، فيأتون الأنبياء فيذكرونهم فيشفعون فيهم فيشفعون، يقال لهم‏:‏ الطلقاء، وكلهم طلقاء يصب عليهم ماء الحياة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

18530- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ليدخلن الجنة قوم من المسلمين قد عذبوا في النار برحمة الله وشفاعة الشافعين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

18531- وعن المغيرة بن شعبة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يخرج قوم من النار، فيسمون في الجنة الجهنميين، فيدعون الله أن يحول عنهم ذلك الاسم، فيمحوه الله عنهم، فإذا خرجوا من النار نبتوا كما ينبت الريش‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن إسحاق وهو ضعيف‏.‏

18532- وعن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن ناساً من أمتي يعذبون بذنوبهم فيكونون في النار ما شاء الله أن يكونوا، ثم يعيرهم أهل الشرك فيقولون‏:‏ ما نرى ما كنتم فيه من تصديقكم وإيمانكم نفعكم‏؟‏ فلا يبقى موحد إلا أخرجه الله‏"‏‏.‏

ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏‏.‏

قلت‏:‏ لجابر أحاديث في الصحيح بغير هذا السياق‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير بسام الصيرفي وهو ثقة‏.‏

18533- وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن ناساً من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم، فيقول لهم أهل اللات والعزى‏:‏ ما أغنى عنكم قولكم لا إله إلا الله وأنتم معنا في النار‏؟‏ فيغضب الله لهم، فيخرجهم فيقذف بهم في نهر الحياة، فيبرءون من حرقهم كما يبرأ القمر من كسوفه، فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة‏:‏ الجهنميين‏"‏‏.‏

فقال رجل‏:‏ يا أنس سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال أنس‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار‏"‏‏.‏

أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم‏.‏

18534- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يقول الله عز وجل‏:‏ أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من شعيرة من إيمان، ثم يقول‏:‏ أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردلة من إيمان، ثم يقول‏:‏ وعزتي وجلالي لا أجعل من آمن بي ساعة من نهار أو ليل كمن لم يؤمن بي‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ له أحاديث في الصحيح في الشفاعة باختصار عن هذا‏.‏

رواه الطبراني في الصغير وفيه طريف بن شهاب وهو متروك‏.‏

18535- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ لا تزال الشفاعة بالناس وهم يخرجون من النار حتى إن إبليس الأبالس ليتطاول لها رجاء أن تصيبه‏.‏

رواه الطبراني موقوفاً وفيه كثير بن يحيى صاحب البصري وهو ضعيف‏.‏

18536- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يوضع للأنبياء منابر من نور يجلسون عليها، ويبقى منبري لا أجلس عليه، أو لا أقعد عليه قائم بين يدي ربي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي، فأقول‏:‏ يا رب أمتي أمتي‏!‏ فيقول الله عز وجل‏:‏ يا محمد ما تريد أن أصنع بأمتك‏؟‏ فأقول‏:‏ يا رب تعجل حسابهم، فيدعى بهم فيحاسبون، فمنهم من يدخل الجنة برحمته، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي، فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكاً برجال قد بعث بهم إلى النار، حتى إن مالكاً خازن النار ليقول‏:‏ يا محمد ما تركت لغضب ربك في أمتك من نقمة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه محمد بن ثابت البناني وهو ضعيف‏.‏

18537- وعن حذيفة - يرفعه - إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يخرج الله قوماً منتنين قد محشتهم ‏(‏أحرقتهم‏)‏ النار بشفاعة الشافعين، فيدخلون الجنة فيسمون الجهنميين أو الجهنميون‏"‏‏.‏

رواه أحمد من طريقين ورجالهما رجال الصحيح، قلت وتأتي أحاديث في رحمة الله تعالى من نحو هذا‏.‏

 باب في أول من يشفع لهم

18538- عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي ثم الأقرب فالأقرب من قريش والأنصار، ثم من آمن بي واتبعني من أهل اليمن، ثم من سائر العرب ثم الأعاجم، وأول من أشفع له أولو الفضل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

18539- وعن عبد الملك بن عباد بن جعفر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

 باب شفاعة أبينا آدم عليه الصلاة السلام

18540- عن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يشفع الله تبارك وتعالى آدم يوم القيامة من جميع ذريته في مائة ألف ألف وعشرة آلاف ألف‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف‏.‏

18541- وعن خرشة بن الحر قال‏:‏ قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام فقال‏:‏ ألا أحدثك حديثاً هو في كتاب الله‏؟‏ فذكر قوماً يخرجون من النار فيقول آدم‏:‏ يا رب حرقت بني فيخرجون منها‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

 باب فيمن يشفع من الأنبياء وغيرهم

18542- عن عثمان - يعني ابن عفان - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء ثم الشهداء ثم المؤذنون‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه ابن ماجة باختصار المؤذنين‏.‏

رواه البزار وفيه عنبسة بن عبد الرحمن الأموي وهو مجمع على ضعفه‏.‏

 باب شفاعة الأعمال

18543- عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏الصيام والقرآن يشفعان في العبد يوم القيامة، يقول الصيام‏:‏ أي رب، منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن‏:‏ منعته النوم بالليل فشفعني فيه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فيشفعان‏"‏‏.‏

رواه أحمد وإسناده حسن على ضعف في ابن لهيعة وقد وثق‏.‏

 باب شفاعة الصالحين

18544- عن أبي أمامة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين ربيعة ومضر‏"‏‏.‏ فقال رجل‏:‏ يا رسول الله أوما ربيعة من مضر‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إنما أقول ما أقول‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني رجالهم رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة وهو ثقة‏.‏

18545- وعن أبي برزة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن من أمتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة ومضر، وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون ركناً من أركانها‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

18546- وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من عدد مضر، ويشفع الرجل في أهل بيته ويشفع على قدر عمله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي غالب قد وثقه غير واحد وفيه ضعف‏.‏

18547- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يعرض أهل النار يوم القيامة صفوفاً فيمر بهم المؤمنون فيرى الرجل من أهل النار الرجل من المؤمنين قد عرفه في الدنيا فيقول‏:‏ يا فلان أما تذكر يوم استغثتني في حاجة كذا وكذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فيذكر ذلك المؤمن، فيعرفه فيشفع له إلى ربه فيشفعه فيه‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب‏.‏

18548- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

18549- وعن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏سلك رجلان مفازة، أحدهما عابد والآخر به رهق، فعطش العابد حتى سقط، فجعل صاحبه ينظر إليه

وهو صريع فقال‏:‏ والله لئن مات هذا العبد الصالح عطشاً ومعي ماء لا أصيب من الله خيراً، وإن سقيته مائي لأموتن، فتوكل على الله وعزم ورش عليه من مائه وسقاه من فضله‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فقام حتى قطع المفازة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فيوقف الذي به رهق يوم القيامة للحساب فيؤمر به إلى النار فتسوقه الملائكة، فيرى العابد فيقول‏:‏ يا فلان أما تعرفني‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏فيقول‏:‏ من أنت‏؟‏ قال‏:‏ أنا فلان الذي آثرتك على نفسي يوم المفازة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فيقول‏:‏ بلى أعرفك‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فيقول للملائكة‏:‏ قفوا، ويجيء حتى يقف ويدعو ربه فيقول‏:‏ يا رب قد تعرف يده عندي وكيف آثرني على نفسه، يا رب هبه لي‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فيقول‏:‏ هو لك، ويأخذ بيده فيدخله الجنة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير أبي ظلال القسملي وقد وثقه ابن حبان وغيره وضعفه غير واحد‏.‏

18550- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الرجل من أهل الجنة ليشرف على أهل النار، فيناديه رجل من أهل النار‏:‏ يا فلان أما تعرفني‏؟‏ قال‏:‏ لا والله ما أعرفك من أنت ويحك‏؟‏ قال‏:‏ أنا الذي مررت بك في الدنيا فاستسقيتني فسقيتك فاشفع لي بها عند ربك‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فدخل ذلك الرجل على ربه في دوره فقال‏:‏ يا رب إني أشرفت على النار فقام رجل من أهل النار فنادى‏:‏ يا فلان أما تعرفني‏؟‏ فقلت‏:‏ لا والله لا أعرفك ومن أنت‏؟‏ قال‏:‏ أنا الذي مررت بي في الدنيا فاستسقيتني فسقيتك فاشفع لي بها عند ربك، فشفعني يا رب فيه‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فشفعه الله فيه وأخرجه من النار‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه أبو علي بن أبي سارة وهو متروك‏.‏

 باب شفاعة الولدان

18551- عن شرحبيل بن شفعة عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏يقال للولدان يوم القيامة‏:‏ ادخلوا الجنة، فيقولون‏:‏ يا ربنا يدخل آباؤنا وأمهاتنا‏؟‏ قال‏:‏ فيقول الله عز وجل‏:‏ ما لي أراهم محبنطئين ‏(‏المحبنطئ‏:‏ الممتنع امتناع طلبة لا امتناع إباء‏)‏ ادخلوا الجنة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فيقولون‏:‏ يا رب آباؤنا‏؟‏ قال‏:‏ فيقول‏:‏ ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شرحبيل وهو ثقة‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدمت أحاديث في الأولاد ووفاتهم وفيمن احتسبهم في كتاب الجنائز، وتربية الأولاد والأيتام في كتاب البر والصلة‏.‏

 باب ما جاء في رحمة الله تعالى

18552- عن أنس قال‏:‏ مر النبي صلى الله عليه وسلم ونفر من أصحابه وصبي في الطريق، فلما رأت أم الصبي القوم خشيت على ولدها أن يوطأ، فأقبلت تسعى وتقول‏:‏ ابني ابني، وسعت فأخذته، فقال القوم‏:‏ يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار‏!‏ قال‏:‏ فخفضهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ ‏"‏ولا والله ما يلقي حبيبه في النار‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار بنحوه، وأبو يعلى ورجالهم رجال الصحيح‏.‏

18553- وعن عمر بن الخطاب أنه قال‏:‏ قدم سبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم - قلت‏:‏ فذكر الحديث إلى أن قال‏:‏ - وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض مغازيه، فبينما هم يسيرون إذ أخذوا فرخ طير، فأقبل أحد أبويه حتى سقط في أيدي الذي أخذه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ألا تعجبون لهذا الطير‏؟‏ أخذ فرخه فأقبل حتى سقط في أيديهم، والله لله أرحم بخلقه من هذا الطير بفرخه‏"‏‏.‏

رواه البزار من طريقين ورجال إحداهما رجال الصحيح‏.‏

18554- وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يكون قوم في النار ما شاء الله أن يكونوا ثم يرحمهم الله فيخرجهم منها، فيكونون في أدنى الجنة، فيغتسلون في نهر يقال له‏:‏ الحيوان‏.‏ يسميهم أهل الجنة‏:‏ الجهنميين، لو ضاف أحدهم أهل الجنة لعرسهم وأطعمهم وسقاهم ولحفهم‏"‏‏.‏ ولا أظنه إلا قال‏:‏ ‏"‏ولزوجهم لا ينقصه ذلك شيئاً‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط‏.‏

18555- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ليتمجدن الله يوم القيامة على أناس لم يعملوا خيراً قط، فيخرجهم من النار بعد ما احترقوا، فيدخلهم الجنة برحمته بعد شفاعة من يشفع‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه صالح مولى التوءمة وهو ضعيف‏.‏

18556- وعن المغيرة بن شعبة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة، فيسمون‏:‏ الجهنميون في الجنة، فيدعون الله تعالى أن يحول عنهم ذلك الاسم، فيمحوه الله عنهم، فإذا خرجوا من النار‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فذكر الحديث‏.‏

رواه أحمد والطبراني وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وهو ضعيف‏.‏

18557- وعن فضالة بن عبيد وعبادة بن الصامت أنهما حدثا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إذا كان يوم القيامة وفرغ الله تعالى من قضاء الخلق فيبقى رجلان، فيؤمر بهما إلى النار، فيلتفت أحدهما فيقول الجبار‏:‏ ردوه، فيردونه فيقول له‏:‏ لم التفت‏؟‏ قال‏:‏ كنت أرجو أن تدخلني الجنة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فيؤمر به إلى الجنة فيقول‏:‏ لقد أعطاني الله عز وجل حتى إني لو أطعمت أهل الجنة ما نقص ذلك مما عندي شيئاً‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكره يرى السرور في وجهه‏.‏

رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث في أدنى أهل الجنة منزلة‏.‏

18558- وعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏آخر من يخرج من النار رجلان، يقول الله لأحدهما‏:‏ يا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم‏؟‏ هل عملت خيراً قط‏؟‏ أو رجوتني‏؟‏ فيقول‏:‏ لا يا رب، فيؤمر به إلى النار وهو أشد أهل النار حسرة، ويقول للآخر‏:‏ هل عملت خيراً قط‏؟‏ أو رجوتني‏؟‏ فيقول‏:‏

نعم يا رب، كنت أرجو إن أخرجتني أن لا تعيدني فيها، وهو آخر من يدخل الجنة‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار وزاد‏:‏ ‏"‏هل خفتني‏"‏‏.‏ ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث‏.‏

18559- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن عبداً لينادي في النار ألف سنة‏:‏ يا حنان يا منان، قال‏:‏ فيقول الله لجبريل عليه السلام‏:‏ اذهب فائتني بعبدي هذا، فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين يبكون، فيرجع إلى ربه عز وجل فيخبره، فيقول‏:‏ ائتني به فإنه في مكان كذا وكذا، فيجيء به فيوقفه على ربه عز وجل فيقول‏:‏ يا عبدي كيف وجدت مكانك ومقيلك‏؟‏ فيقول‏:‏ يا رب شر مكان وشر مقيل، فيقول‏:‏ ردوا عبدي، فيقول‏:‏ يا رب ما كنت أرجو إذا أخرجتني منها أن تعيدني فيها، فيقول‏:‏ دعوا عبدي‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير أبي ظلال وضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان‏.‏

18560- وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم - أحسبه قال‏:‏ - عليها‏"‏‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏

18561- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل خلق مائة رحمة، رحمة منها قسمها بين الخلائق، وتسعة وتسعين إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار وإسنادهما حسن‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدمت أحاديث في سعة رحمة الله تعالى في كتاب التوبة‏.‏

18562- وعن الحسن - يعني البصري - قال‏:‏ بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن لله مائة رحمة، وإنه قسم رحمة واحدة بين أهل الأرض فوسعتهم إلى آجالهم، ودخر عنده تسعة وتسعين لأوليائه يوم القيامة‏"‏‏.‏

18563- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ مثل ذلك‏.‏

رواه والذي قبله أحمد ورجال الجميع رجال الصحيح‏.‏

18564- وروى عن جلاس‏.‏

18565- وعن محمد بن سيرين قال‏:‏ مثله‏.‏

ورجاله رجال الصحيح‏.‏

18566- وعن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل خلق مائة رحمة، فرحمة بين خلقه يتراحمون بها، وادخر لأوليائه تسعة وتسعين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه مخيس بن تميم وهو مجهول، وبقية رجاله ثقات‏.‏

18567- وعن عبادة بن الصامت قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏قسم ربنا رحمته مائة جزء، فأنزل منها جزءاً في الأرض، فهو الذي يتراحم به الناس والطير والبهائم، وبقيت عنده مائة رحمة، إلا رحمة واحدة لعباده يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن يحيى‏.‏